الحكمة من الصيام
الصوم ركن من أركان الإسلام ، فرضه الله على عباده ؛ تزكية للنفوس وليزدادوا إيمانًا وتقى ، ولتغفر ذنوبهم وخطاياهم ، وللصوم حكم وفوائد كثيرة ـ علمها من علمها وجهلها من جهلها ؛ فمنها :
1ـ التقوى ؛ وهي مطلب كل موحد ، ومنى كل صادق ؛ لذا قال الله سبحانه وتعالى : ** يا أيها الذين أمنوا كتبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. والتقوى : اسم جامع لكافة الأعمال والأقوال التي يحبها الله ويرضها .
2 ـ الصبر ؛ وهذا متحقق في الصيام ـ ولا شك ـ وقد سمى النبي شهر رمضان شهر الصبر ، فقال عليه الصلاة والسلام : " صم شهر الصبر رمضان " ـ والحديث صحيح ـ وقال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه لطائف المعارف : ( الصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن محارم الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة . وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم ، فإنّ فيه صبرًا على طاعة الله ، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش ، وضعف النفس والبدن ، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات ؛ يثاب عليه صاحبه ) .
ووجزاء الصابر عند ربه كبير ؛ قال الله سبحانه وتعالى : ** إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما رزق عبد خيرًا له ، ولا أوسع من الصبر " .
3 ـ الشعور مع الفقراء والمساكين ؛ وهذا مقصد هام من مقاصد الشريعة ، وفي الصيام نجده جليًا ، والصيام يجسد حقيقة الأخوة التي غرسها الرسول e يوم أن قال : " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
والصائم وهو يعاني الجوع والعطش يتذكر أولئك البؤساء والمحرمون ، الذين لا يجدون ما يأكلون ، بل ربما رأيت بعضهم يبحث وسط القمامة عله أن يجد بغيته من طعام .
سئل أحد السلف : لم شُرع الصيام ؟! فقال : ليذوق الغني طعم الجوع ؛ فلا ينسى الفقير .
4 ـ كسر النفس وخضوعها ؛ فالنفس متى شبعت بطرت وغفلت عن ربها ، ومتى جاعت تواضعت وخضعت لخالقها وموجدها .
قال عمرو بن قيس ـ رحمه الله ـ : ( إياكم والبطنة ؛ فإنها تقسي القلب ) .
وقد أدرك الأوائل ما للشِبع من ضرر على الدين والبدن ، قال عبد الواحد بن زيد : ( من قوي على بطنه قوي على دينه ، ومن قوي على بطنه قدر على الأخلاق الصالحة ، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قِبل بطنه ؛ فذاك رجل في العابدين أعمى ) .
5ـ راحة الجسم وعافيته ؛ ففي الصيام يتحقق ذلك ؛ قال رسول الله e : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه " ، وأي شرّ أعظم من أن يملأ الإنسان معدته وبطنه ، وكثير منا يحفظ ما قاله ابن سينا : ( المعدة بيت الداء ) مع التنبيه أنّ هذا ليس بحديث كما يظن البعض .
وقديماً قيل : ( الراحة في أربعة : راحة الجسم في قلة الطعـــام ، وراحة الـروح في قلة الآثـام ، وراحة القلب في قلة الاهتمام ، وراحة اللسان في قلة الكلام ) .
ويقول طبيبي فرنسي مشهور : ( لو لم يكن في الإسلام إلا الصوم ومنع الخمور ؛ لكفى ذلكسبباً في إتباعه ، نظراً لما لذلك من أثر يحمي المعدة والكبد وبقية الجسم من مصائبفتاكة) .ولا زال الأطباء يوصون بعض المرضى بالصوم والامتناع عن الطعام .
واعلم ـ أيها الحبيب ـ أنني أعرضت عن الاستدلال بحديث " صوموا تصحوا " ، صونًأ للشريعة وحماية للسنة ؛ لأن أهل الحديث تكلموا فيه ، وأشار بعضهم إلى ضعفه .
6ـ استشعار نِعم الله سبحانه وتعالى ؛ ففي الصوم معرفة لقيمة الطعام والشراب والشِبع والري ، ولا يعرف ذلك إلا إذا ذاق الجسم مرارة العطش ومرارة الجوع ،فالنعم لا تعرف إلا بفقدانها ؛ لذا ندرك قول النبي e : " عرض عليَّ ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبًا ، قلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك "
الصوم ركن من أركان الإسلام ، فرضه الله على عباده ؛ تزكية للنفوس وليزدادوا إيمانًا وتقى ، ولتغفر ذنوبهم وخطاياهم ، وللصوم حكم وفوائد كثيرة ـ علمها من علمها وجهلها من جهلها ؛ فمنها :
1ـ التقوى ؛ وهي مطلب كل موحد ، ومنى كل صادق ؛ لذا قال الله سبحانه وتعالى : ** يا أيها الذين أمنوا كتبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. والتقوى : اسم جامع لكافة الأعمال والأقوال التي يحبها الله ويرضها .
2 ـ الصبر ؛ وهذا متحقق في الصيام ـ ولا شك ـ وقد سمى النبي شهر رمضان شهر الصبر ، فقال عليه الصلاة والسلام : " صم شهر الصبر رمضان " ـ والحديث صحيح ـ وقال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه لطائف المعارف : ( الصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن محارم الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة . وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم ، فإنّ فيه صبرًا على طاعة الله ، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش ، وضعف النفس والبدن ، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات ؛ يثاب عليه صاحبه ) .
ووجزاء الصابر عند ربه كبير ؛ قال الله سبحانه وتعالى : ** إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما رزق عبد خيرًا له ، ولا أوسع من الصبر " .
3 ـ الشعور مع الفقراء والمساكين ؛ وهذا مقصد هام من مقاصد الشريعة ، وفي الصيام نجده جليًا ، والصيام يجسد حقيقة الأخوة التي غرسها الرسول e يوم أن قال : " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
والصائم وهو يعاني الجوع والعطش يتذكر أولئك البؤساء والمحرمون ، الذين لا يجدون ما يأكلون ، بل ربما رأيت بعضهم يبحث وسط القمامة عله أن يجد بغيته من طعام .
سئل أحد السلف : لم شُرع الصيام ؟! فقال : ليذوق الغني طعم الجوع ؛ فلا ينسى الفقير .
4 ـ كسر النفس وخضوعها ؛ فالنفس متى شبعت بطرت وغفلت عن ربها ، ومتى جاعت تواضعت وخضعت لخالقها وموجدها .
قال عمرو بن قيس ـ رحمه الله ـ : ( إياكم والبطنة ؛ فإنها تقسي القلب ) .
وقد أدرك الأوائل ما للشِبع من ضرر على الدين والبدن ، قال عبد الواحد بن زيد : ( من قوي على بطنه قوي على دينه ، ومن قوي على بطنه قدر على الأخلاق الصالحة ، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قِبل بطنه ؛ فذاك رجل في العابدين أعمى ) .
5ـ راحة الجسم وعافيته ؛ ففي الصيام يتحقق ذلك ؛ قال رسول الله e : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه " ، وأي شرّ أعظم من أن يملأ الإنسان معدته وبطنه ، وكثير منا يحفظ ما قاله ابن سينا : ( المعدة بيت الداء ) مع التنبيه أنّ هذا ليس بحديث كما يظن البعض .
وقديماً قيل : ( الراحة في أربعة : راحة الجسم في قلة الطعـــام ، وراحة الـروح في قلة الآثـام ، وراحة القلب في قلة الاهتمام ، وراحة اللسان في قلة الكلام ) .
ويقول طبيبي فرنسي مشهور : ( لو لم يكن في الإسلام إلا الصوم ومنع الخمور ؛ لكفى ذلكسبباً في إتباعه ، نظراً لما لذلك من أثر يحمي المعدة والكبد وبقية الجسم من مصائبفتاكة) .ولا زال الأطباء يوصون بعض المرضى بالصوم والامتناع عن الطعام .
واعلم ـ أيها الحبيب ـ أنني أعرضت عن الاستدلال بحديث " صوموا تصحوا " ، صونًأ للشريعة وحماية للسنة ؛ لأن أهل الحديث تكلموا فيه ، وأشار بعضهم إلى ضعفه .
6ـ استشعار نِعم الله سبحانه وتعالى ؛ ففي الصوم معرفة لقيمة الطعام والشراب والشِبع والري ، ولا يعرف ذلك إلا إذا ذاق الجسم مرارة العطش ومرارة الجوع ،فالنعم لا تعرف إلا بفقدانها ؛ لذا ندرك قول النبي e : " عرض عليَّ ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبًا ، قلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك "